اسوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اول منتدي اسواني متنوع لكل اهالي اسوان من جميع انحاء الجمهورية ومحبي الرئيس محمد حسني مبارك
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فستان الجدة.. ونقاب الحفيدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mage
نائب المدير
نائب المدير



الجنس : انثى

فستان الجدة.. ونقاب الحفيدة Empty
مُساهمةموضوع: فستان الجدة.. ونقاب الحفيدة   فستان الجدة.. ونقاب الحفيدة I_icon_minitimeالأربعاء مارس 31, 2010 2:17 am





من الجائز أن تنقل وسائل الإعلام، أثناء احتفالات عيد الحب 14 فبراير الماضى،
صوراً من باكستان لسيدات منتقبات، كانت كل واحدة منهن قد قامت بحرق صورة
لقلب أحمر يمثل رمز العيد، لا لشىء، إلا لأن الاحتفال بعيد من هذا النوع، يظل
اعتداء، من وجهة نظرهن طبعاً، على القيم فى الدين الإسلامى!

وقد يكون مقبولاً أن نقرأ، أثناء الاحتفالات نفسها، أن جماعة الأمر بالمعروف والنهى
عن المنكر، قد قامت فى أنحاء من السعودية، باقتحام بعض المحال، التى تبيع أشياء
العيد، ثم صادرتها، وقامت بإتلافها، لأن الإسلام من وجهة نظر الجماعة لا يقر
الاحتفال بعيد الحب!

هذا كله، قد يكون جائزاً لأسبابه، فى باكستان، وقد تكون له مبرراته فى المملكة
العربية السعودية، ولكنه، من حيث معناه، ليس جائزا، ولا مقبولاً فى مصر، التى كانت
على مدى تاريخها رمزاً للوسطية فى التفكير، وأرضاً للاعتدال فى التعامل بين الناس،
بصرف النظر تماماً عن ديانة كل واحد فيهم، فقد كنا مصريين، قبل أن نكون مسلمين،
وقبل أن نكون أقباطاً، وبالتالى فالمصرية فى أعماق كل واد فينا، يتعين أن تكون لها
الأسبقية، وأن تكون باقية، وأن تكون هى الحاكمة، وأن تكون هى التى تجمع طول
الوقت بين المواطنين جميعاً دون استثناء!

وفى ذكرى عيد الأم، أمس الأول، ذهب الأستاذ محمد البرغوثى يفتش فى بقايا أول أم
مثالية كانوا قد اختاروها عام 1956، ونشر صفحة كاملة فى «المصرى اليوم» عن
تلك الأم وأبنائها وأحفادها، وكانت صفحة بديعة، وكم كانت دهشته ثم دهشتنا معه،
حين وضع أمام أعيننا صورتين: واحدة لأول أم مثالية مع الأبناء والأحفاد، ممتلئة
بالبهجة والإقبال على الحياة، شكلاً ومضموناً، ثم صورة أخرى لحفيداتها فى حفل
زفاف فى 12 مارس الحالى، وفيها كان التشدد فى فهم طبيعة الدين، مسيطراً على
ملابس الحفيدات، وكانت الصورة ناطقة بالخصام مع الحياة، إذا ما قورنت مع الصورة
الأولى، بالفساتين الزاهية وقتها، والحشمة البادية على كل امرأة وكل بنت فيها، رغم
أنه لم يكن فيها حجاب، ولا نقاب!

وعندما كان على واحد من أحفاد الأم المثالية الأولى، أن يقارن بين الصورتين، وأن
يعلق بالكلام، فإنه لاذ بالصمت الحزين!

ومنذ عدة أيام كان صديق عزيز قد أصيب بالخضة التى تقترب من الفزع حين راح
يقارن بين الجيل الأول من السيدات فى أسرته وبين الجيل الثانى أو الثالث الحالى،
وكانت دهشته بالغة وهو يرى الجدة ــ مثلاً ــ تجلس فى بيتها بثيابها الوقورة الجميلة،
التى لا إفراط فيها، ولا تفريط، ثم إلى جوارها تستقر الحفيدة ملفوفة بالنقاب أو
متشددة فى فهم معنى الحجاب، وكان من الطبيعى أن يسأل الصديق نفسه: ما هو
إحساس الجدة الآن، وهى ترى حفيدتها على هذه الصورة؟! وهل معنى هذا الحاصل
أن حفيدتها ملتزمة دينياً وأنها ــ أى جدتها ــ ليست ملتزمة، مع أنها كانت مثالاً
للالتزام والوقار فى امتداد حياتها؟!

ثم سأل نفسه سؤالاً آخر: لماذا يزحف التدين على بيوتنا بشكله، دون مضمونه، مع أن
المضمون، لا الشكل، أبداً هو الأساس؟!

وفى زمن الرسول عليه الصلاة والسلام جاءه رجل يسأله عن موعد يوم القيامة،

فسأله الرسول الكريم: ماذا أعددت لها؟! فقال الرجل: والله يا رسول الله ما أعددت

كثيراً من الصيام، ولا من الصلاة، ولكنى أحب الله وأحب رسوله.. فقال الرسول عليه

الصلام والسلام: «المرء مع من أحب».



بقلم سليمان جودة
نقلا من جريدة المصري اليوم 23/ 3/ 2010



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فستان الجدة.. ونقاب الحفيدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسوان :: المنتدي الديني :: الدين حياه-
انتقل الى: