نساء أمريكا لبسن الحجاب بقلم د. وسيم السيسى

نائب المدير الجنس :

نساء أمريكا لبسن الحجاب

بقلم د. وسيم السيسى

تخيلت نفسى مراسلاً صحفيا لإحدى الصحف الأجنبية وتقابلت مع أحد المرشحين لبرلمان ٢٠١١-٢٠١٢، وسألته: ما جنسيتك؟

قال: Egyption

قلت: مصرى لماذا تقول إنك عربى، أم أن المصرية حلال بالإنجليزية، حرام بالعربية؟! وعلى كلّ، ما هو حزبك؟!

قال: Libral and Justice party

قلت: يعنى الحزب الليبرالى أو حزب العدالة والليبرالية! لماذا تهاجمون الليبرالية إذن، أم أن الليبرالية حلال بالإنجليزية، كافرة بالعربية مع أن المعنى واحد؟! وعلى كل، هل من مبادئ حزبكم أن شيخ الأزهر أو البابا شنودة أو مفتى الديار المصرية يحكم؟

قال: طبعا لا.. الحكم لرجال متخصصين فى السياسة لا الدين! لأن السياسة كما عرّفها هارولد لاسلى هى فن الإنتاج الذى يعم على الشعب بالرخاء، والإنتاج يحتاج إلى مهندسين، أطباء، صيادلة، عمال، فلاحين، مزارعين، باختصار يحتاج لأناس يفهمون شؤون العالم.

قلت: وهذه هى العالمانية.. أى أن رجال العالم يحكمون، وليس رجال الدين.. لماذا تهاجمون العالمانية إذن؟ سألته: ما رأيكم فى مدارس الليسيه فرانسيه؟

قال: عظيمة.. أنا شخصيا تعلمت فيها وتخرجت فيها.. قلت: كلمة ليسيه معناها العالمانية.. فهل العالمانية حلال بالفرنسية.. حرام إذا ترجمت للعربية؟!

سألته: لماذا تريدون تطبيق الحدود؟

قال: حتى نمنع السرقة والفسوق!

قلت: ألم تقرأ: «ادرأوا الحدود بالشبهات»، وأنه من رحمة الخالق أنه جعل فى طيات الحدود صعوبة تطبيقها؟! ألا تعلم أن حد السرقة لا يطبق مع المحتاج «عام الرمادة»، ولا السارق من قطاع عام «لأن للسارق فيه نصيباً»، ولا سارق تليفزيون أو عود أو كمان «لأنها أدوات لهو وإفساد»، ولا سارق فندق أو مطعم مادام الحرز «الباب» مفتوحاً.. ولا قطع «اليد» إذا ضبط السارق فى بيتك.. لأنه لم يخرج بالمسروق من الحرز!.. إلخ («تلك حدود الله» إبراهيم الوقفى).

أما حد الزنى.. فأنا أذكرك بالحوار الجميل: إذا كنا ثلاثة يا رسول الله.. ورأينا زوجتى مع رجل آخر.. هل أذهب وآتى برابع؟! كان الرد الجميل: إى والله تأتى برابع، وكررها ثلاث مرات! والآن دعنا من هذا كله.. ما رأيك فى نهب المليارات وتحويلها إلكترونيا من بنك لبنك؟ لا يقام الحد.. وإن كانت العقوبة هى التعزير!

قلت: لماذا طعنتم نجيب محفوظ بسكين، والآن تقولون إنه داعر ومؤلفاته كلها دعارة؟ لماذا يهان منكم ويكرم فى السويد بجائزة نوبل؟ لماذا يطلق د. نصر حامد أبوزيد من زوجته فى مصر، ويتربع على كرسى ابن رشد فى كلية الآداب بهولندا؟ لماذا يقتل د. فرج فودة فى مصر، ومحمد محمود طه فى السودان، والطاهر الحداد فى تونس، وهم مفكرون أحرار؟!

قال: إنه الغرب الكافر! وهؤلاء الكفار!!

قلت: اتق الله يا رجل.. ألم تقرأ لسعد بن أبى وقاص: «لا أقاتل حتى تأتونى بسيف له عينان ولسان وشفتان، فيقول هذا مؤمن، وهذا كافر»!! ولكن دعنا من هذا.. وحدثنى عن العورة والذئاب.. عفوا أعنى المرأة والرجال! لماذا نقرأ ونسمع ما يدعونا إلى الدهشة.. صورة وردة!

قال: نعم.. الوردة أو صورة زوجها.. فحتى صوتها عورة!

قلت: وماذا عن امرأة صوَبت لـ«عمر بن الخطاب» فانحنى لها؟!
وماذا عن أم سلمة التى نجا المسلمون جميعا على يديها من عذاب أليم؟ وماذا عن الحديث الشريف: «إنما النساء شقائق الرجال لهن مثل الذى عليهن بالمعروف»،
وماذا عن الصبية الصغيرة- عائشة- التى عندها نصف الدين؟!
ألم تقرأ يا رجل لقاسم أمين: الحجاب ليس خاصا بنا، لبسته نساء اليونان، ومسيحيات إسبانيا. ونساء أمريكا حين كانت تابعة لإسبانيا!

وعلى من يخاف الفتنة أن يغض بصره أو بصرها، فالآية الكريمة موجهة إلى الفريقين، ولماذا لا يغطى بعض الرجال وجوههم، وفيهم من الوسامة قدر كبير؟! هل لأن المرأة أقوى من الرجل عزيمة، وبالتالى فالرجل أضعف منها؟! وعلى هذا القياس، لماذا توضع المرأة تحت رقه- استعباده- وهى أقوى منه؟!

ثم يأتى «العقاد» ليقول: «خير للرجل الذى يخشى أن تصادفه امرأة فيفتن بها، أن يرجع إلى نفسه فيقوِّم طباعها، ويلطِف من شبقها.. ذلك خير له وللعالم كله من أن يحكم بالسجن على نساء العالم كله».

انصرف صاحبى وأنا أردد:

تعلم فليس المرء يولد عالماً وليس أخو جهل كمن هو عالم

وإن كبير القوم لا علم عنده صغير إذا التفت عليه المحافل.

المصدر: المصري اليوم

» نجيب محفوظ يرد بقلم / جلال عامر
» حكايات بنعيشها يومياً.. بقلم / رولا خرسا
» هل تحولنا إلى قطيع؟ بقلم /محمد حمدي الصحفي باليوم السابع
» الغياب للدستور.. والحضور للذقون بقلم جيلان جبر
» مصر تصلى خلف الشيخ حازم بقلم د. أيمن الجندى