اسوان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


اول منتدي اسواني متنوع لكل اهالي اسوان من جميع انحاء الجمهورية ومحبي الرئيس محمد حسني مبارك
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نجيب محفوظ يرد بقلم / جلال عامر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mage
نائب المدير
نائب المدير



الجنس : انثى

نجيب محفوظ يرد    بقلم / جلال عامر Empty
مُساهمةموضوع: نجيب محفوظ يرد بقلم / جلال عامر   نجيب محفوظ يرد    بقلم / جلال عامر I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 28, 2011 4:13 am



نجيب محفوظ يرد

بقلم جلال عامر

ندفع للطبيب ثمن النصيحة ولا نعمل بها، فما بالك بالنصائح المجانية! وأول نصيحة سماوية لأهل الأرض «اقرأ»، لكننا لا نفعل. ومن جمال العلم يقال إن لكل قاعدة استثناءً، حتى هذه القاعدة فليس بالضرورة أن كل خواجة اسمه «جون»، فقد درست «الفلسفة» مثل أستاذى نجيب محفوظ لكنه حصل على «نوبل» وحصلت أنا على «معاش».. وللمتربصين أؤكد أن هذا ليس كلاماً فى السياسة لكنه كلام بالأدب عن الأدب، فبعد الهجوم القاسى للمهندس «الشحات» على نجيب محفوظ تذكرت يا منصف الموتى من الأحياء أن له رواية اسمها «الشحات» (الشحاذ)، يقول «نجيب محفوظ» فى الرواية: (احترسوا فأحياناً يرتدى العقرب ثياب ممرضة ويصبح الذئب حارساً للدجاج)، ويصرخ الصديق عثمان فى وجه «الشحات» المشعوذ (لن نبلغ أى حقيقة إلا بالعقل والعلم والعمل)،

ولأن «شحات» الرواية ابتعد عن معطيات العصر وخاصم حقائق الكون وارتد إلى الماضى السحيق يقول له محفوظ فى الرواية: (ليس طريق الإيمان أن تهجر العالم، لأنك عندما تهجر العالم تكون قد هجرت الله) فمن الذى ابتعد عن الله.. الذى تفاعل مع الدنيا أم الذى أنكرها وحرّمها؟!.. يقف «الشحات» فى الرواية يتأمل «الأهرام» ويتمنى لو أزالها ويتردد بين التشدد والصراحة، وفى آخر صفحات الرواية يسقط «الشحات» سقوطاً مدوياً بسبب اضطراب أفكاره وإنكاره للنصائح (راجع الرواية) ويصرخ وهو يسقط: (إذا كنت تريدنى فلماذا هجرتنى؟).. يسقط حائراً بين التشدد والصراحة.. حقاً لماذا هجرتنى ولماذا هجرنا القراءة وانتقلنا من القراءة للجميع، إلى الكتابة للجميع وشغلنا الدنيا ليس بالاختراعات ولكن بالتصريحات؟!..

اختار نجيب محفوظ لبطل روايته اسم «عمر حمزاوى» ربما ليصنع بإحساسه المرهف تناقضاً يوضح اتجاهات الظلام وزوايا الإضاءة... فالذى حدث الآن بعد وفاة نجيب محفوظ بسنوات أن «عمرو حمزاوى» نجح، بينما سقط «الشحات» سقوطاً مدوياً وهو يهمس لرفاقه: (إذا كنتم تريدوننى فلماذا هجرتمونى؟) وفضح الجميع وهو يصرخ فى لحظة السقوط: (لست الأكثر تشدداً لكننى الأكثر صراحة).. وإن من البيان لسحراً.



المصدر: المصري اليوم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نجيب محفوظ يرد بقلم / جلال عامر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشيخ محمود عامر: لا لمحاكمة مبارك
» الغياب للدستور.. والحضور للذقون بقلم جيلان جبر
» مصر تصلى خلف الشيخ حازم بقلم د. أيمن الجندى
» عزيزى المواطن مصرى بقلم د. لميس جابر
» حكايات بنعيشها يومياً.. بقلم / رولا خرسا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اسوان :: نافذة علي العالم :: قضايا ساخنة ( اقلام ذهبية )-
انتقل الى: